ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

التصوير الفوتوغرافي / التوهج وإضاءة الشموع

 بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصوير الفوتوغرافي / التوهج وإضاءة الشموع


التصوير الفوتوغرافي / التوهج وإضاءة الشموع   

Glow and Candle Lighting

 

إضاءة الشموع / مجالات الإضاءة

Candle Light / Spheres of Illumination

هل يمكن استخدام الشموع لإضاءة مشهد ما نريد تصويره، في الواقع يمكننا عمل ذلك، حيث أن الشموع لها ضوء مميز، يضفي شعور درامي خاص. إن الشمعة لها إضاءة مميزة، ليس فقط لأنها تعطي الضوء فحسب، ولكنها أيضا تكون محور الاهتمام في أي غرفة يتم إضاءتها بالشموع. إن الشموع واحدة من مصادر الضوء تجعل موضوع التصوير يلفت الانتباه لمشاهدته، بالإضافة إلى أنها وسيلة فعالة لإضاءة المساحات الفارغة.


كما تعرفنا في السابق أن الظلال لها تأثير ساحر على الأماكن، فإن إضاءة الشموع تدعم وتعزز من جمال الظلال وتجعل الأشياء لها جاذبية مختلفة، وذلك بسبب النورانية التي تحدث عندما يتم استخدام إضاءة الشموع. حيث يظهر للمشاهد تأثير جمال لهب الشمعة الوامض، وخاصة عندما يمر ضوءه عبر مختلف الأسطح التي لا تظهر بوضوح لأنها في الظل، ومن أكثر الأشياء التي تتأثر بضوء الشمع هو الأشياء التي لها مثل طلاء الذهّب.


يعيدنا ضوء الشموع إلى الوراء في الزمن ويقدم لنا عالمًا دافئًا وخافتًا ومغلقًا. ومن الممكن الاعتماد على ضوء الشموع لتصوير المشهد بالكامل، بدون فلاش أو بدون أي تعبئة إضافية أخرى. الشيء الأساسي الذي يجب أن نتذكره عندما نقوم بالتصوير هو أنه في الواقع وبشكل عملي يجب التعامل مع ضوء الشموع كأي مجال من مجالات الإضاءة، ينطبق عليه كل القوانين العلمية والفنية.


حيث عندما يتم إضاءة الشمعة يسقط الضوء بسرعة بعيدا عن اللهب (وفقا لقانون التربيع العكسي)، حيث عادة ما تكون الشموع على بعد نصف متر أو أقل من وجوه الناس. في حدود هذا المحيط المباشر تقع إضاءة الشعلة، أما الشعلة نفسها فتضيء على بعد بضع سنتيمترات، وتضيء الجزء العلوي من حامل الشمعة.


ويتم أخذ هذه العوامل في الاعتبار عند التصوير، وبالتالي يحتاج المصور إلى استخدام التعريض (حجم الإضاءة بالصور) المناسب بالنسبة للشخص حامل الشمعة. أما بالنسبة لضوء الشمعة، فيُفضل دائما تضمين اللهب في اللقطة، مع ترك امتداد نور الشمع يمتد ويخرج عبر إطار الصورة.


في المعتاد عند تصوير ضوء الشموع يتم استخدام فتحة عدسة واسعة، عادةً ما يكون اللهب خارج نطاق التركيز أيضًا. في كثير من الأفلام السنيمائية يتم استخدام ضوء الشموع، فقد يكون جزء من المشهد، أو في حالة تصوير أفلام تعبر عن الحقبة الزمنية قبل اختراع الكهرباء، وبناء على ذلك يقوم المخرج بإعداد المشاهد الليلية، والديكورات الداخلية.


في بعض الأحوال يتم إضاءة مثل هذه المشاهد بالاعتماد على أضواء الشموع، وذلك لإضفاء الاحاسيس المرتبطة بمثل هذه الفترة من الزمن. فيكون هناك إضاءتين في المشهد، أضواء الشموع داخل المشهد، بالإضافة إلى إضاءة المشهد ومنطقة خلف الكاميرا بالإضاءة الكهربية. في عالم التصوير السينمائي تسمي هذه الإضاءة باسم "الأضواء العملية practical lights".


لإنشاء مشهد سينمائي يعتمد على أضواء الشموع يجب مراعاة استخدام حساس الكاميرا المناسب. فيجب استخدام حساسيات ISO العالية، حيث استخدامها يعتبر أمرًا مفروغًا منه وخاصة مع أجهزة الاستشعار الرقمية الحديثة. يمكن توجيه عدسة الكاميرا لتعمل بشكل أسرع، حيث أن ذلك سيجعل التأثير أكثر جمالاً، لأن الوجه فقط - وأحيانًا منطقة العينين فقط - هي المنطقة التي تحتاج إلى التركيز بشكل حاد. وبالتالي يجب ضبط نطاق السطوع بين الوجه واللهب، ولكن يُفضل دائما التركيز على الوجه.


من مميزات إضاءة الشمع أن يحتوي أقصي درجات التعريض، فإذا كان المشهد يحتوي شموع، فحتى مع استخدام تعريض أو درجة سطوع مفرطة، فإن الصورة لا تتحول إلى بيضاء أو باهتة، ويعود السبب في ذلك إلى أن لهب الشمعة نفسه يكون صغير الحجم في اللقطة. في الواقع لا توجد أدلة إرشادية محددة لضبط التعريض الضوئي، ولكن دائما يمكن الاعتماد على الاختبار والمعاينة على شاشة LCD الخاصة بالكاميرا لمراجعة الإضاءة باللقطة.


ويعد ذلك من أفضل الطرقة العملية عند التصوير بإضاءة الشموع. هناك ثلاث سمات رئيسية للتصوير باستخدام أضواء الشموع وهم، أن الضوء يسقط من مصدر مباشر، يمكن تصوير البورتريه أو الوجه بطريقة جذابة، للحصول على لقطة ناجحة يُفضل استخدام عدسة واسعة وضبط التعريض الضوئي.


مثال (1)

مجالات الإضاءة

توضع الشموع عادة على مسافة ثابتة من الأشخاص الذين يستخدمونها، ومجال الإضاءة الرئيسي هو المنطقة التي تغطي الوجه. المنطقة الصغيرة الموجودة حول اللهب مباشرةً، تعمل على احتواء التعريض حتى لو كان مفرط فيه. إن أضواء الشموع تعمل على إضاءة العيون بطريقة جذابة. 

التصوير الفوتوغرافي / التوهج وإضاءة الشموع


مثال (2)

لقطة عن التصوير بالشموع في وات بنجامابوفيت، بانكوك، تايلاند. اللقطة توضح جمال تأثير إضاءة الشموع على الوجه. 


مثل (3)

لقطة عن التصوير بالشموع في مهرجان اكتمال القمر نوفمبر نهر ميكونج تايلاند. اللقطة توضح جمال تأثير إضاءة الشموع أثناء الاحتفال بالمهرجان. 


الضوء المتوهج / الأشياء المشتعلة

Glowing Light / Things Burning

إن ضوء الشموع يقودنا منطقيا إلى أشياء أخرى أكبر، مثل أي شيء يضيء نراه يشتعل، وكذلك يقودنا إلى الأشياء التي تحترق بشدة بشكل عام، مثل الحرائق والمواد التي يتم تسخينها إلى درجة الانصهار. ويشمل الضوء المتوهج كل الأشياء بدء من الأشياء كبيرة الحجم كما في الحرائق بسبب الطبيعة أو في عمليات الانصهار في الصناعة وكذلك الأشياء صغيرة الحجم كما في إشعال بعض الأخشاب وغيره للحصول على ضوء متوهج.


ولكن يجب العلم أن الضوء المتوهج الناتج عن الاشتعال يختلف في التأثير عن إضاءة الشموع، أو ضوء الشمس، أو مصادر الإضاءة الصناعية والكهربية، وغيره. هذا النوع من الضوء المتوهج له في الواقع أبعاد. حيث أن ما داخل اللقطة لا يمثل مصدر ضوء، بل يمثل إلى حد كبير الموضوع نفسه وما حوله من عناصر.


أي صورة تحتوي على مصدر الضوء ستكون تلقائيًا خارج نطاق المستشعر. وكذلك يجب مراعاة HDR، حيث سيكون هناك حتمًا ذات نطاق ديناميكي عالي. ولكن ذلك لا يؤثر في حالة مصادر الضوء العادية، حيث لا يهم إذا انتشرت في المجال، لأنها لن تضر، وذلك ببساطة لأنها صغيرة الحجم، ويتوقع المشاهد أن يراها شديدة السطوع.


من أمثلة الضوء المتوهج، هو الشعلة التي يتم الطهو عليها، كما في النار التي يتم استخدامها في المخيم لشواء الطعام. حيث تبدو أكثر جاذبية، فيكون لها لون الانصهار الذهبي، وتحظي باهتمام الجميع، فالكل ينظر لها. المشكلة الأساسية في تصوير مثل هذه النوعية من الإضاءة هو إظهار أو اقتصاص الضوء بدقة، ففي حالة استخدام أي تعريض ضوئي مظلم في وسط النار سيجعل المشهد داكنًا جدًا بحيث لا يمكن إظهار أي شيء حوله في البيئة المحيطة.


وبناء على ذلك، يجب التخطيط جيداً أو تنسيق الإضاءة في المشهد بشكل عام، حيث يظهر أمام المصور خيارين متعاكسين لمعالجة اللقطة، الأول، هو الاهتمام بمنطقة الضوء المتوهج، وبناء على ذلك يتم جعلها المنطقة الأكثر إنارة بحيث تشرق الإضاءة من مركز منطقة التوهج إلى الخارج لتضيء اللقطة.


الخيار الثاني هو عمل إصدار قاتم أو داكن من اللقطة كلها فيما عدا منطقة الضوء المحترق. ويعتبر كل من الخيارين مناسبين للعمل، ويمكن للفنان أن يختار ما يشاء حسب طبيعة المكان والهدف من موضوع التصوير. في حالة عمل صورة ساطعة، تظهر مشكلة إظهار النيران أو منطقة التوهج أثناء المعالجة.


لأن التقنيات العادية، مثل تقليل التعريض الضوئي واستعادة الضوء، تظهر ببساطة حافة المنطقة المتوهجة المراد إظهارها. ويمكن حل هذه المشكلة من خلال عمل بعض الأشياء مثل استخدام تقنية التحكم في التعريض المحلي، فيمكن أن يتم إزالة المنطقة الصفراء المحيطة مباشرة بمركز النار والتي تظهر بالصور بشكل متقطع قليلا عند استخدام التعريض.


أما بالنسبة لمركز منطقة التوهج فيمكن رفع درجة التعريض المستخدمة، وكذلك إن وضع إضافة طفيفة من اللون الأصفر الشاحب إلى مركز منطقة التوهج تجعله أكثر طبيعية. هناك ثلاث سمات رئيسية للتصوير الضوء المتوهج والأشياء المشتعلة وهم، يمكن تسليط الضوء على منطقة توهج النيران، يوجد خيارين للتصوير.


الأول هو جعل النور ينتشر من مركز منطقة التوهج، فتصبح اللقطة ساطعة، والخيار الثاني هو جعل اللقطة داكنة فيما عدا منطقة التوهج، والسمة الأخيرة هو إمكانية استغلال درجة حرارة ألوان منطقة التوهج، حيث تتدرج إضاءة اللهب من درجات الأصفر الفاتح وحتى الأحمر والأزرق، وبناء على ذلك يمكن التحكم في درجة حرارة الألوان وعمل الإصدار المناسب لموضوع التصوير.


مثال (1)

درجة حرارة اللون

كما نلاحظ في المثال، مختلف أنواع الضوء المتوهج / الأشياء المشتعلة، مثل الإضاءة الناتجة من الحرائق، ضوء الشمع، نيران كما في المخيم، إضاءة آلة لحم المعادن، بؤرة ضوء الشمس الحادة. بالمعنى الدقيق للكلمة، تنطبق درجة حرارة اللون على كل أنواع مصادر الضوء التي تحترق. مع ملاحظة أنه كلما كان الحرق أكثر سخونة، كلما كانت درجة حرارة اللون أعلى (أو أقل برتقالية). 

التصوير الفوتوغرافي / التوهج وإضاءة الشموع


مثال (2)

فيما يلي بالصورة أعلاه، مجموعة من الإصدارات لنقس اللقطة مع تغيير الإعدادات. في كل إصدار يتم معالجة نار الطهي بشكل أكثر تعبيرًا وتوهجًا، فيبدو الأمر مثل تحويل اللهب إلى السبائك الذهبية، مما يعطي المعني التجريدي الفني للصورة. وبالإضافة إلى التجريدية فإن هذا النوع من الصور ينتمي إلى الصور من الظلال أو تصوير الخيال Silhouettes (وهو جعل العناصر سوداء أو في الظل مع جعل الخلفية في النور، كما في تصوير لقطات غروب الشمس، فيتم إظهار جمال الغروب مع جعل معظم عناصر المشهد في الظل).


الإعداد التلقائي Default

في هذا الإصدار من اللقطة، تم اقتصاص الصورة للتركيز على الضوء المتوهج من النيران، قام المصور بزيادة درجة التعريض الضوئي عند التصوير، حيث يظهر مركز اللهب قوي وبلا ملامح واضحة.


تقليل التعريض Exposure Reduced

في هذا الإصدار من اللقطة، تم تقليل التعريض فتبدو الصورة داكنة فيما عدا منطقة اللهب، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، حيث تظهر حافة النيران واضحة وحادة. 


استعادة المناطق الساطعة والأجزاء البيضاء Recovering Highlights & Whites

في هذا الإصدار من اللقطة، قام المصور بمعالجة اللقطة من خلال تغيير اعدادات الكاميرا، حيث قام بتغيير المؤشرات وأشرطة التمرير التي تتحكم في المناطق الساطعة والأجزاء البيضاء، مما يؤدى إلى تحسين منطقة الضوء المتوهج قليلا.


التحكم في التعريض المحلي Local Exposure Control

في هذا الإصدار من اللقطة، قام المصور باستخدام تقنية التحكم في التعريض المحلي، مما يؤدى إلى زيادة التباين بشكل عام، وذلك مع عدم تغيير التعريض بالكاميرا. فقام المصور بتقليل المنطقة الصفراء المحيطة مباشرة بالمركز الأبيض لشعلة اللهب. بعد ذلك، يتم عمل نفس الشيء في المركز الأبيض لمنطقة اللهب، بما في ذلك منطقة الحافة، مما يؤدى إلى وجود زيادة طفيفة في درجة التعريض، وإضافة لون أصفر طفيف لضبط المعالجة، تعتبر هذه المعالجة هي أفضل إصدار لتصوير الضوء المتوهج.


مثال (3)

لقطة توضح تصوير نيران الشواء في قرية ماو لا أخا، مقاطعة شيانج راي، تايلاند. 

التصوير الفوتوغرافي / التوهج وإضاءة الشموع


مثال (4)

لقطة توضح الإضاءة الناتجة من عملية صهر السبائك، ومصفاة الذهب، تشيسينغتون، إنجلترا. 

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

كتاب "التقاط الضوء - قلب التصوير".

CAPTURING LIGHT - The Heart of Photography

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات